تقنية النانو في الطب: التشخيص المبكر للسرطان.

يعتبر السرطان أحد الأمراض التي يُصعب علاجها خصوصا بعد وصوله إلى مراحل متقدمة. و لكن، فإن فرص علاجه تزيد في حالة الاكتشاف المبكر له.

لذلك، يطمح الباحثون و الأطباء في إيجاد طرق جديدة لاكتشاف مرض السرطان في مراحله المبكرة.

أحد هذه الأبحاث هو بحث الدكتور مرتضى محمودي و فريقه من مستشفى بيرغهام و النساء، و هو أحد أشهر المستشفيات في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية.

في هذا البحث، قام المحققون باستخدام أحد خواص جزيئات النانو و هي قدرتها على التعلق ببروتينات مختلفة في دم الإنسان.

يتم عمل ذلك عن طريق أخذ عينة الدم ثم تغميس جزيئيات النانو في العينة. بعد ذلك يتم فحص جزيئة النانو للنظر إلى البروتينات المتعلقة.

لذلك، فقد قام الباحثون باستعمال هذه الطريقة للتحري عن البروتينات المتعلقة في مرضى يعانون من خمس أنواع مختلفة من السرطان و هم: سرطان الرئة، الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال (و هو أكثر أورام المخ شيوعا)، ورم سحائي (أحد أورام الجهاز العصبي المركزي)، الورم النخاعي، و سرطان البنكرياس.

وجد الباحثون بعد تغميس جزيئات النانو و فحصها بأن البروتينات التي تتعلق يهذه الجزيئات تختلف لكل نوع من السرطان. فالبروتينات التي تتعلق بجزيئات النانو لسرطان الرئة، مثلا، تختلف عن البروتينات التي تتعلق بجزيئات النانو لسرطان البنكرياس.

لذا، فإن كل نوع من السرطان يعطي “بصمة” خاصة به.

لم يكتفي البحث بذلك فقط حيث أن البحث يهدف إلى التعرف المبكر لمرض السرطان.
لذلك فقد اشتمل البحث أيضا على تحري عينات دم لأشخاص كانوا صحيين في وقت أخذ العينة ولكن أصابهم أحد سرطانات الرئة، المخ، أو البنكرياس بعد سنوات.

تم فحص 15 شخص من هؤلاء، و تم استخلاص بأن هذه الطريقة ناجحة أيضا في هؤلاء المرضى مما يثبت إمكانية استخدام هذه الطريقة للتشخيص المبكر للسرطان.

و لكن هناك مشكلتان تواجهها هذه الطريقة:

الأولى: هي أن “البصمة” لا تختلف فقط من مرض إلى آخر بل من إنسان إلى آخر أيضا، و لكن يوجد هناك أنماط متشابهة لمريضين مصابين بنفس المرض. كما أن هذه البصمة لا تقتصر على مرض السرطان فقط، بل إلى جميع أنواع الأمراض مما يجعل تحليل “البصمة” أصعب.

الثانية: تم عمل هذا البحث على عدد قليل من المرضى. لذلك، للتأكد من فاعلية هذه الطريقة، يجب إعادة البحث على عدد أكبر من المرضى.




المصادر:

(1) Brigham and Women’s Hospital. “Innovative technique uses sensory nanoparticles to detect disease: Building on new insights about nanoparticles, investigators develop a test for early detection of diseases, including different types of cancer.” ScienceDaily. ScienceDaily, 17 June 2019. <www.sciencedaily.com/releases/2019/06/190617071716.htm>.

(2) Giulio Caracciolo, Reihaneh Safavi-Sohi, Reza Malekzadeh, Hossein Poustchi, Mahdi Vasighi, Riccardo Zenezini Chiozzi, Anna Laura Capriotti, Aldo Laganà, Mohammad Hajipour, Marina Di Domenico, Angelina Di Carlo, Damiano Caputo, Haniyeh Aghaverdi, Massimiliano Papi, Valentina Palmieri, Angela Santoni, Sara Palchetti, Luca Digiacomo, Daniela Pozzi, Kenneth S. Suslick, Morteza Mahmoudi. Disease-specific protein corona sensor arrays may have disease detection capacity. Nanoscale Horizons, 2019; DOI: 10.1039/C9NH00097F